الشهيد سامح منصور أبو عاصي
فارس الميدان.. ومهندس القسام
رحلت يا مهندس القسام، رحلت يا أسد الميدان يا من عرفتك مواقع الشجاعية ببطولاتك وتضحياتك، اليوم كتائب القسام تحظي قانون المرحلة وتحث الخطى بمواكب شهدائنا الأطهار وتضحيات جندنا الأخيار لتعلن أنها ماضية في طريق نصرة الحق ونحو رسم ابتسامة النصر والاطمئنان على ربوع الوطن الغالي فلسطين الحبيبة.
وبجانب القسام الشرطة الفلسطينية الذي حفظت المجاهدين ووفرت الأمن والأمان للمواطن الفلسطيني، ومنذ أن التحق الفارس القسامي أبو المجد في صفوف الشرطة الفلسطينية، اخذ العهد مع الله على توفير الأمن لأبناء شعبه بعد أن ساد الفلتان الأمني والقتل للمجاهدين من قبل القتلة والمجرمين من بعض قيادة السلطة الفلسطينية الهاربة إلى رام الله.
كتائب العز القسامية أخذت العهد وحملت الأمانة وأبت إلا أن تكون مدافعة عن دينها وقضيتها وإرادة أن تدفع الضريبة من دماء فرسانها ضريبة العز والكرامة ليسرج دم الشهداء القساميين ضياءاً ونورا ليمضي ركب الشهداء وخاصة شهداء الشجاعية الأبطال ليتلألأ جباههم بالفخر والثناء ليلتحق كوكبا قسامياً منيراً في سماء الجهاد والمقاومة ليترجل فارس الميدان ومهندس العبوات القسامية انه الشهيد القسامي المجاهد سامح منصور أبو عاصي أحد أبطال الوحدة الهندسية لكتائب القسام في حي الشجاعية.
جُل وقته في سبيل الله
في حي الشجاعية شرق مدينة غزة كان على موعد مع ميلاد شهيدنا القسامي سامح منصور أبو عاصي في العام 23-12-1988م، نشأ المجاهد القسامي " سامح " أبو المجد في اكناف عائلة ملتزمة متدينة محافظة على تطبيق الإسلام في بيتها، وكان لها عظيم الأثر في خلقه وسلوكه ثم انطلق لينشأ على طاعة الله في بيوت الله، فكان التزامه ونشاطه الدعوي الدؤوب في مسجد أنس بن مالك القريب من بيته وليضرب مثلاً رائعاً ومميزا للداعية المسلم الذي يسخر جل وقته في طاعة الله عزوجل حيث كان له شرف تحفيظ القران لأشبال مسجده، وكان له الدور البارز في أنشطة المسجد الدعوية هذا المسجد الذي لطالما سجدت جبهة شهيدنا لوجه الله بخشوع وتضرع ولطالما قدماه وهو يقف بين يدي الله.
تميز بالسرية والتفوق
ولقد تميز شهيدنا القسامي المجاهد سامح أبو عاصي بالسرية والكتمان والعقلية العسكرية الفذة، وعن دراسته فقد درس المرحلة الابتدائية في مدرسة صفد في حي الزيتون، ومن ثم التحق في المرحلة الإعدادية في مدرسة تونس ، لينتقل بعدها إلى المرحلة الثانوية في مدرسة تونس، فتميز شهيدنا بالذكاء والتفوق لدرجة كبيرة جداً كما أكد والده للمكتب الإعلامي لكتائب القسام.
وبعد دراسته وتفوقه في المرحلة الثانوية، حصل شهيدنا على شهادة الثانوية العامة بمجموع جيد جداً مما أهله للالتحاق بالجامعة الإسلامية ليلتحق بكلية الشريعة والقانون، واستشهد وهو في السنة الثالثة.
ويقول أبو زاهر والد شهيدنا في حديثه للمكتب الإعلامي لكتائب القسام :" كان سامح رحمه الله طالباً مميزاً من الأوائل في الدراسة، ومنذ صغره وهو ملتزم في المساجد ومحافظاً على جميع الصلوات، وكان يشارك مع إخوانه في أنشطة المسجد ومنها الرياضية، وكان منذ طفولته يتميز بالوفاء والذكاء والهدوء ".
إخلاص.. جرأة.. مواصلة الطريق
كانت معاملة شهيدنا القسامي أبو المجد مع والدته علاقة قائمة على الأخلاق الحسنة ومع والده أيضاً كانت علاقة بكل محبة وإخلاص ووفاء، وعرف عنه بحبه للرياضة بشكل لا يوصف، فكان يشارك في المباريات التي تعقد بين المساجد، ويتميز شهيدنا سامح بالجدية وإذا تكلم في الحق لا يرد كلمته على الإطلاق ولا يخشى في الله لومة لائم.
على استشهادهم أقسم أن يسير ويستمر على الدرب، فتأثر على العديد من شهداء عائلته منهم الشهيد صابر ورأفت ومحمد ونائل أبو عاصي ، وتأثر أيضاً على فراق الشهداء الذين أحبهم وعمل معهم في صفوف الجهاد والقسام منهم الشهيد باسل عبيد والشهيد اشرف العشي والشهيد عماد أبو قدوس والشهيد أحمد السرسك.
والتزم شهيدنا في مسجد أنس بن مالك، وكان ملتزماً في جميع الصلوات يحضر جميع الندوات الإيمانية والقرآنية، ويشارك إخوانه في حركة المقاومة الإسلامية حماس في مسيراتها التي تنظمها نصرة للإسلام والمسلمين.
شجاعته ونشاطه أهل شهيدنا إلى الارتقاء بمستواه الدعوي فبايع جماعة الإخوان المسلمين عام 2007م، فكان التزامه بدرجة كبيرة، ويقول احد مسئوله في جماعة الإخوان :" كان أبو المجد رحمه الله شديد الحرص على الجلسات الدعوية وكان من الشباب النشطين ومحبوباً بين جميع إخوانه، ويتميز بالوجه البشوش وعرف عنه بصوته الجميل في قراءته للقرآن الكريم ، فكان من الأوائل في دراسته، وكانت أخر كلمات شهيدنا عن قيام الليل والدعاء للمجاهدين وطرد أذناب المحتل الصهيوني ".
التحاقه في العمل الجهادي
وخلال المرحلة الثانوية اتجه شهيدنا إلى العمل الجهادي، فكان يتميز بالجرأة والشجاعة والإقدام، فكان عام 2005م انضمام شهيدنا القسامي سامح أبو عاصي إلى صفوف العز القسامية، وأصبح شهيدنا من المرابطين على الخطوط المتقدمة لحي الشجاعية، وشارك في اجتياح حي الشجاعية عام 2006م، وكان مهمته انتظار الدبابات الصهيونية للتقدم باتجاه حي الشجاعية البطولة، ولم يكتب لشهيدنا شرف تفجير العبوة.
رجل وحدة الهندسة
وعرف عن شهيدنا القسامي سامح بأنه من أكثر المجاهدين نشاطاً، وكان يقوم بتصنيع بطاريات العبوات للتسهيل على المجاهدين لتفجيرها في العدو الصهيوني،وشارك في زرع الكثير من العبوات في الصفوف المتقدمة لرصد جيبات العدو التي تقوم بقتل أبناء شعبنا الفلسطيني وكان من المجاهدين المميزين في تلك المهام وهذا ما أكده مسئول في كتائب القسام.
وكان يعشق شهيدنا العمل في وحدة التصنيع لكتائب القسام واستطاع أن يخدم إخوانه المجاهدين من عبقريته في الهندسة ، لما تميز من ذكاء وحصل على العديد من الشهادات المتميزة في تخصص الهندسة .
وبجانب وحدة الهندسة عمل شهيدنا في وحدة المدفعية، وشارك في إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون على مغتصبات وتجمعات العدو الصهيوني، وبعد أن عمل لمدة ثلاث شهور في الوحدة المدفعية خًُير شهيدنا بين تخصص الهندسة والوحدة المدفعية، فأختار تخصص الهندسة لما أتقنها بشكل كبير جداً.
ابتسامة غريبة
رسمت على وجه البشوش علامة الابتسامة الغريبة، وكان يمازح إخوانه المجاهدين وفي يوم السبت الموافق 2-8-2008م جهز شهيدنا نفسه للخروج لمهمة جهادية لطرد أعوان المحتل الصهيوني شرق حي الشجاعية، بعد أن جاءه اتصال من مسئوله العسكري، ولاحظ كل من كان مع الشهيد سامح أن ابتسامه غريبة ارتسمت على وجه البشوش، فكان يقوم بتصوير المجاهدين ويقول لهم " مين اليوم بده الله يكرمه بالشهادة "
وبعد أن صلى شهيدنا صلاة الفجر حاضر مع إخوانه المجاهدين، وفي تمام الساعة السادسة صباحاً توجه شهيدنا في مهمة شرطية إلى المكان الذي يتحصن فيه أفراد من عائلة حلس وبعض القتلة المجرمين الذين هربوا عندهم شرق حي الشجاعية بمدينة غزة، وعلى أرض الميدان اخذ شهيدنا التعليمات من قيادة الشرطة الفلسطينية، ولخبرة شهيدنا واعتباره أحد رجال الوحدة الهندسية، ومن المميزين تقدم شهيدنا لفك إحدى العبوات الذي تم وضعها من قبل عائلة حلس لقتل المجاهدين وأبناء الشعب الفلسطيني، وعلى بعد ثلاثة أمتار تم تفجير العبوة ليشستهد شهيدنا سامح مدافعاً عن سيادة القانون وليحقق الأمن والأمان للوطن والمواطن فنم قرير العين يا سامح فاليوم نودعك أيها المجاهد، وقد عرفتك ساحات الوغى وشهدت لك كمائن القسام بعبواتها الحارقة للعدو بكل بسالة وشراسة فهذه بصماتك القسامية المبدعة ستبقى نبراساً للمجاهد من خلفك طريق الجهاد والاستشهاد.