أبو أنس ( المسؤوول ) Admin
عدد الرسائل : 281 العمر : 31 الموقع/ البلد : فلسطين العمل/الترفيه : طالب المزاج : مشغول مزاجي : تاريخ التسجيل : 11/06/2008
| موضوع: الرنتيسي زف بشرى الانتصار ومضى شهيدا على دب العظام الأحد سبتمبر 28, 2008 1:43 am | |
| سننتصر يا بوش .. سننتصر يا شارون"، بهذه الكلمات المفعمة بالحق واليقين والثقة صدع "أسد فلسطين" الدكتور عبد العزيز الرنتيسي مراراً وهو يخطب أمام الجماهير، وبقيت بعد استشهاده نوراً يستلهم عبره المجاهدون طريق النصر وبلسم اطمئنان يعزز الإيمان بصوابية المنهج والخيار.
رحل "أسد فلسطين" وبقيت كلماته ليعيش الفلسطينيون وكل محبيه في أرجاء الدنيا وقائع من هذا الانتصار، فباتت الكلمات نشيد الأحرار يوم اندحر المحتلون الغاصبون عن غزة تحت وطأة المقاومة الباسلة، بعد سنة وبضعة أشهر من استشهاده، لتعيش الأمة بأسرها فعل هذه الكلمات الصادقة واليقينية، يوم انتصر المشروع الإسلامي وفازت "حماس" في الانتخابات التشريعية ليتشكل المشهد الفلسطيني على واقع جديد.
في الذكرى الرابعة لاستشهاد هذا القائد الكبير التي تصادف السابع عشر من نيسان، نتوقف أمام هذا الرقم الصعب في معادلة الجهاد لشعبنا الفلسطيني، والذي شكل مرحلة من مراحل العز للأمة العربية والإسلامية، وإرادة إنسان قهر الاحتلال وجابه غطرسة وإرهاب عصابات الإجرام.
اسمه ومولده
الرنتيسي اسم اشتهر به الشهيد القائد عبد العزيز علي عبد الحفيظ الرنتيسي، والذي لقب بـ"أسد فلسطين"، وقد ولد في (23/10/1947) في قرية يبنا (بين عسقلان و يافا)، ولجأت أسرته بعد حرب 1948 إلى قطاع غزة و استقرت في مخيم خانيونس للاجئين، و كان عمره وقتها ستة شهور، حيث نشأ بين تسعة إخوة وأختين.
تعليمه ومهنته
التحق مثله مثل ألاف الأطفال من شعبنا الذين هجروا من بلادهم، وحاصرتهم أنياب الاحتلال، وهو في السادسة من عمره بمدرسةٍ تابعة لوكالة غوث و تشغيل اللاجئين الفلسطينيين، واضطر للعمل أيضاً وهو في هذا العمر ليساهم في إعالة أسرته الكبيرة التي كانت تمرّ بظروف صعبة.
فكانت هذه بدايات صقل شخصيته القيادية الصلبة والواثقة، وأنهى دراسته الثانوية عام 1965، وتابع دراسته الجامعية في مصر، وتخرّج من كلية الطب بجامعة الإسكندرية عام 1972، و نال منها لاحقاً درجة الماجستير في طب الأطفال، ثم عمِل طبيباً مقيماً في مستشفى ناصر (المركز الطبي الرئيسي في خانيونس) عام 1976.
حياته الاجتماعية ونشاطاته السياسية
- متزوّج و أب لستة أطفال (ولدان و أربع بنات).
- شغل الدكتور الرنتيسي عدة مواقع في العمل العام منها عضوية هيئة إدارية في المجمع الإسلامي، و الجمعية الطبية العربية بقطاع غزة (نقابة الأطباء)، و الهلال الأحمر الفلسطيني.
- عمل في الجامعة الإسلامية في غزة منذ افتتاحها عام 1978، محاضراً يدرّس مساقاتٍ في العلوم وعلم الوراثة وعلم الطفيليات.
- أسّس مع مجموعة من أعضاء الحركة الإسلامية في قطاع غزة، حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في القطاع عام 1987.
اعتقالاته
- اعتقل عام 1983 بسبب رفضه دفع الضرائب لسلطات الاحتلال، وفي (5/1/1988) اعتُقل مرة أخرى لمدة 21 يوماً.
- اعتقل مرة ثالثة في (4/2/1988) حيث ظلّ محتجزاً في سجون الاحتلال لمدة عامين ونصف، على خلفية المشاركة في أنشطة معادية للاحتلال الصهيوني، وأطلق سراحه في (4/9/1990)، واعتُقل مرة أخرى في (14/12/1990) وظلّ رهن الاعتقال الإداري مدة عام.
- اعتقلته قوات الاحتلال الصهيوني فور عودته من مرج الزهور و أصدرت محكمة صهيونية عسكرية حكماً عليه بالسجن، حيث ظلّ محتجزاً حتى أواسط عام 1997.
- كان أحد مؤسّسي حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في غزة عام 1987، و كان أول من اعتُقل من قادة الحركة بعد إشعال حركته الانتفاضة الفلسطينية الأولى في (8/12/1987)، ففي (15/1/1988) جرى اعتقاله لمدة 21 يوماً بعد عراكٍ بالأيدي بينه و بين جنود الاحتلال، الذين أرادوا اقتحام غرفة نومه فاشتبك معهم لصدّهم عن الغرفة، فاعتقلوه دون أن يتمكّنوا من دخول الغرفة.
- و بعد شهرٍ من الإفراج عنه تم اعتقاله بتاريخ (4/3/1988)، حيث ظلّ محتجزاً في سجون الاحتلال لمدة عامين ونصف العام، ووجّهت له تهمة المشاركة في تأسيس و قيادة "حماس" وصياغة المنشور الأول للانتفاضة، بينما لم يعترف في التحقيق بشيء من ذلك، وأطلق سراحه في (4/9/1990)، ثم عاود الاحتلال اعتقاله بعد مائة يومٍ فقط بتاريخ (14/12/1990) حيث اعتقل إدارياً لمدة عامٍ كامل.
- وفي (17/12/1992) أُبعِد مع 416 مجاهد من أعضاء وكوادر حركتي "حماس" والجهاد الإسلامي إلى جنوب لبنان، حيث برز كناطقٍ رسمي باسم المبعدين الذين رابطوا في مخيم العودة في منطقة مرج الزهور، لإرغام سلطات الاحتلال على إعادتهم و تعبيراً عن رفضهم قرار الإبعاد الصهيوني، و قد نجحوا في كسر قرار الإبعاد و العودة إلى الوطن.
خرج الرنتيسي من المعتقل ليباشر دوره في قيادة "حماس" التي كانت قد تلقّت ضربة مؤلمة من السلطة الفلسطينية عام 1996، و أخذ يدافع بقوة عن ثوابت الشعب الفلسطيني وعن مواقف الحركة الخالدة، ويشجّع على النهوض من جديد، و لم يرقْ ذلك للسلطة الفلسطينية التي قامت باعتقاله بعد أقلّ من عامٍ من خروجه من سجون الاحتلال و ذلك بتاريخ (10/4/1998)، و ذلك بضغطٍ من الاحتلال كما أقرّ له بذلك بعض المسؤولين الأمنيين في السلطة الفلسطينية وأفرج عنه بعد 15 شهراً، بسبب وفاة والدته وهو في المعتقلات الفلسطينية.
ثم أعيد للاعتقال بعدها ثلاث مرات ليُفرَج عنه بعد أن خاض إضراباً عن الطعام و بعد أن قُصِف المعتقل من قبل طائرات العدو الصهيوني، وهو في غرفة مغلقة في السجن المركزي في الوقت الذي تم فيه إخلاء السجن من الضباط وعناصر الأمن خشية على حياتهم، لينهي بذلك ما مجموعه 27 شهراً في سجون السلطة الفلسطينية.
- حاولت السلطة اعتقاله مرتين بعد ذلك و لكنها فشلت بسبب حماية الجماهير الفلسطينية لمنزله.
- الدكتور الرنتيسي تمكّن من إتمام حفظ كتاب الله في المعتقل وذلك عام 1990، بينما كان في زنزانة واحدة مع الشيخ المجاهد أحمد ياسين، وله قصائد شعرية تعبّر عن انغراس الوطن والشعب الفلسطيني في أعماق فؤاده، وهو كاتب مقالة سياسية تنشرها له عشرات الصحف.
ولقد أمضى معظم أيام اعتقاله في سجون الاحتلال و كلّ أيام اعتقاله في سجون السلطة في عزل انفرادي، والدكتور الرنتيسي يؤمن بأن فلسطين لن تتحرّر إلا بالجهاد في سبيل الله .
محاولة اغتياله
في العاشر من حزيران (يونيو) 2003 نجا صقر "حماس" من محاولة اغتيالٍ نفّذتها قوات الاحتلال الصهيوني، وذلك في هجومٍ شنته طائرات مروحية صهيونية على سيارته، حيث استشهد أحد مرافقيه وعددٌ من المارة بينهم طفلة.
زعيماً لحركة "حماس"
في الرابع والعشرين من آذار (مارس) 2004، و بعد يومين على اغتيال الشيخ ياسين، اختير الدكتور الرنتيسي زعيماً لحركة "حماس" في قطاع غزة ، خلفاً للزعيم الروحي للحركة الشهيد الشيخ أحمد ياسين.
استشهاده
استشهد الدكتور الرنتيسي مع اثنين من مرافقيه في 17 نيسان (أبريل) 2004، بعد أن قصفت سيارتهم طائرات الأباتشي الصهيونية في مدينة غزة، ليختم حياة حافلة بالجهاد بالشهادة.
لقد جمع بين الشخصية العسكرية والسياسية والدينية وكان أديباً وشاعراً ومثقفاً وخطيباً مفوهاً، يتمتع بالهيبة ويحظى باحترام ومحبة كل شرائح الشعب الفلسطيني والعربي والإسلامي، لما كان يتمتع به من شخصية قوية وعنيدة وجرأته وتحديه الواثق لقادة الكيان ولجلاديه في سجون الاحتلال.
ملامح شخصيته
لقد تمكن الشهيد الرنتيسي فعلاً من ترجمة النظريات إلى أفعال، وأسس لنفسه ولغيره مدرسة ونهجاً، سليماً لمن أراد أن يعمل لدينه ووطنه وقضيته وحركته، وكانت ملامح هذه المدرسة تتلخص فيما يلي:
- التحدي: لقد برز هذا الرجل العظيم في مدرسة العظماء والمجاهدين ، مدرسة مرج الزهور اللبناني، حيث اختير ناطقاً باسم مبعدي مرج الزهور لطلاقة لسانه وقوة حجته وقدرته على صنع الأحداث للفت أنظار العالم إلى قضيتنا الفلسطينية العادلة، والتي قال يومها بالحرف الواحد "سأحرج رابين أمام العالم" وقد تمكن من تحقيق ذلك عندما أصر على بقاء المبعدين في مرج الزهور بين الأفاعي والزواحف رغم كل المحاولات لدفعهم للدخول إلى عمق الأراضي اللبنانية وأين يتم طي قضيتهم..وتمكن بلباقته أن يشكل رأياً عاماً عالمياً ضاغطا على الكيان الصهيوني، بإعادة المبعدين وما هي إلا شهور حتى عاد المبعدون إلى بيوتهم، لكن الرنتيسي عاد إلى السجن بسبب تصريحاته ومواقفه التي أثارت حنق رابين.
2- الوحدة الوطنية: كانت هاجسه والركن الرئيس لمدرسته ومنهجه الجهادي فكان من أشد الحريصين على تعميق الوحدة الوطنية، وقال في أول كلمة له بعد توليه قيادة حركة "حماس" خلفاً للشيخ الشهيد أحمد ياسين أمام الآلاف في بيت عزاء الشيخ الشهيد ياسين، إن أول عمل سيفعله أنه سيتوجه إلى كافة القوى الوطنية والإسلامية وقال "أمد يدي إليهم لنكون صفا واحدا في خندق المقاومة".
3- حب الشهادة ولقاء الله: كان الأمل الدائم والحلم الجميل، فلم يخش الرنتيسي يوماً الاغتيال والتصفية وطالما تمنى الشهادة ولقاء الله قبل ولم يثنه وضعه على رأس قائمة المطلوب تصفيتهم و تعرضه لمحاولة اغتيال فاشلة، عن مواصلة طريقه الجهادي والسياسي من أجل وطنه وشعبه وكان آخر ما قاله: "نحن لا نخشى الموت فليعلم الله أنني في شوق للقائه ولقاء الأحبة.. شيخنا وحبيبنا أحمد ياسين وجمال سليم وجمال منصور وصلاح شحادة وإبراهيم المقادمة وإسماعيل أبو شنب"، وكلهم من قادة حماس الذين اغتالهم الجيش الصهيوني.
4- الإرادة الصلبة: عرف الدكتور الرنتيسي بمواقفه الصلبة لدرجة، أنه كان يفضل للبعض أن يطلق عليه لقب "الطبيب الثائر"، أو"صقر حماس". لكن الفارس الذي ترجل بعد جهاد طويل، كان لينا مع إخوانه في "حماس" لا يقطع أمراً من دون مشاورتهم، لدرجة أن الدكتور الرنتيسي قال قبل حوالي ثلاثة أسابيع، في حفل تأبين الشيخ ياسين في الجامعة الإسلامية "إلى الذين يخشون الدكتور الرنتيسي، نقول لهم اطمئنوا فالقرار في "حماس" قرار جماعي والقيادة جماعية".
5- التحريض على الجهاد: كان الشهيد رحمه الله خطيباً مفوهاً عرفته معظم مساجد القطاع من خلال خطبه الحماسية التي كان تلهب مشاعر الجماهير وتشفي غليلهم، وكان ينظر إليه انه أكثر قيادات الحركة صلابة في مواقفه، ووصفوه بالأسد لأنه كان دائم التحريض على المقاومة وإيقاع أقسى الضربات بدولة الكيان، ومن أشد المعارضين لاتفاقيات التسوية وقد ساعدته إجادته اللغة الإنجليزية بأن يكون دائم الحضور في مختلف وسائل الإعلام ومحطات التلفزة الأجنبية.
6- التأثر بالقدوة الحسنة: فقد تأثر الرنتيسي بأفكار الشيخ سلفه الراحل الشيخ أحمد ياسين فقد شاركه في تأسيس حركة "حماس" عام 1987، كما عاش معه خلال العام 1990 في زنزانته في السجن الصهيوني ونهل من أفكاره ومنهجه وتأثر بشخصيته، وقد صقل شخصيته الدعوية والسياسية وعاهد نفسه على أن يسير على درب أستاذه ومعلمه الشيخ ياسين حتى لحق به شهيداً لتتعانق أرواحهما معا في عليين.
كلماته الأخيرة
وقد قال في إحدى المناسبات "أقول لكم لأطمئنكم: لو رحل الرنتيسي والزهَّار وهنية ونزار ريَّان وسعيد صيام والجميع، فوالله لن نزداد إلا لُحمة وحبًّا، فنحن الذين تعانقت أيادينا في هذه الحياة الدنيا على الزناد، وغدًا ستتعانق أرواحنا في رحاب الله- لذلك فليغزل على غير هذا المغزل شارون والصهاينة والمتربصون، ومسيرتنا متواصلة، ودربنا صعب؛ ولكنه الدرب الوحيد الذي يصل بنا إلى ما نصبو إليه؛ ولذلك لا ضعف ولا استكانة ولا هوان على الإطلاق".
بهذه الكلمات ودَّع "الرنتيسي" الدنيا، واستقبل الشهادة بصدر رحب، ولم يتوارَ أو يُخفِ قيادته لحماس خلفًا للشيخ الشهيد "أحمد ياسين" قائلاً عن ذلك: "لم يكن سرًّا أن الشيخ ياسين هو قائد الحركة، كما أن الإعلان عن اسمي لا يضيف جديدًا؛ لأنني مستهدف من قِبَل قوات الاحتلال، ثم إن الحركة تحتاج إلى عنوان واضح: قيادة يصل إليها الجميع من سلطة وفصائل وأفراد عاديين".
| |
|