قصة واقعية

بسم الله الرحمن الرحيم


قصة أحد الشباب التائبين مع الدعاء


اسمي عبد الله سني أربعة وعشرين ،أعمل في شركة إعلامية قصة التزامي ببساطة أنني حين بلغت 16 سنة



بدأت العمل عارض أزياء وموديل في الفيديو كليب والإعلانات وبالتالي تعرفت على جو يمتلئ بالفساد رغم تربية أبي وأمي الجيدة التي لا أنكر فضلها علّي ، يعني من صغري تربيت على الصلاة ،ولكن للأسف الاختلاط مع أصدقاء السوء أبعدني جدا عن بيتي وتربيتي ، المهم المواضيع تطورت والشيطان طبعا ساعدني جدا والموضوع بدأ بالخروج والفسح والأكل في المطاعم وهكذا لكن بعد ذلك قلنا مش كل حاجة أكل وشرب عايزين نعمل حاجة جديدة ظللنا فترة نبحث عن الجديد الذي نفعله حتى بدأ الأمر يتطور إلى الخمور والمخدرات ونقيم حفلات للرقص الجماعي والسهر والمبيت بالأيام خارج البيت


كنت كل فترة اجلس بيني و بين نفسي و اسأل نفسي هل أنا سعيد بما افعله فعلا أم اننى أقول هذا لأقنع نفسي فقط ؟ لكن ما إن أجالسهم وأراهم حتى أقول هل كل هؤلاء مخطئون وأنا الوحيد المصيب ؟ وأتمادى معهم في كل ما يفعلون 000


وإذا كان كلهم مجتمعون على نفس الشيء إذن هذا هو الطريق وأصبح اندماجي معهم كأنه غيبوبة لا أستطيع النظر حولي كأنني كنت ميتا00 عايش ميت في كل حاجة 000 ولدي جرأة فظيعة أعمل كل شيء غلط لدرجة أن أصبح الغلط عندي هو الصح و الصح هو ما ينبغي أن نبتعد عنه مثلا الصلاة أو قراءة القرآن


وفي يوم من الأيام كنت مع أحد أصحابي نشاهد شريط فيديو عن فيلم خيالي حول الناس حينما تموت وكيف أن الشيطان يضحك عليهم ويدخلهم إلى النار فشعرت بنفسي من هؤلاء الناس وأن الشيطان يضحك علّي ، فحصل لي نوع من الرعب الغريب 000 الرعب الهستيري حتى صرخت في أصحابي لا أستطيع المكوث في هذا البيت أشعر أن البيت فيه شياطين وقلت لهم أريد أن أذهب 00 ذهبت الى البيت وأن أتطوح وجسمي كله يرتعش ولا أدري ماذا أفعل فوجدت أذان الفجر فقلت أتوضأ وأقرأ سورة ياسين طبعا لم أستطيع قراءة شيء لأن الشيطان كان تملكني من داخلي وكلما قرأت القرآن كلما ارتعش جسدي وخفت أكثر فقلت أصلي ورغم أن المسافة بيني وبين الجامع مائة متر لكني شعرت كأني مشيت مسافة أكبر بكثير من ذلك 000


أمشي في رعب حتى بدأت أجري ،والشيطان يوسوس لي أني جننت وأنه ليس علي صلاة وظللت أحارب الشيطان ثلاثة أشهر محاربة محاربة00 والحمد لله ربنا أكرمني ونصرني عليه لأنه أتعبني جدا00أتعبني في الوضوء ، في قراءة القرآن 00لدرجة أني قلت لوالدتي أنا أشعر أنني جننت فسألتني ما الأمر فحكيت لها كل شيء ، متى كان هذا قلت لها في يوم كذا فقالت سبحان الله وظلت تكبر وتهتف هذا هو اليوم الذي ظللت أدعو لك فيه ودعوت بقلب صاف جدا وخالص النية أن يهديك الله


وحقيقة الأمر أنني شعرت أن الهدى وقع علي وكأنه شيء يتلبسني


فقلت لها والآن ماذا أفعل ؟ قالت لي إن شاء الله يكون ربنا تقبل دعوتي وأرشدك للطريق الصواب 00للمسجد فأنت محتاج أن تحارب نفسك وتحارب الشيطان وتحاول في الطريق الذي وفقك الله إليه ، وتستمر فيه حتى ينعم عليك ربنا بالجنة 00 الحقيقة أنني لم أكن أتوقع أن أتحمل فلا أستطيع أن أصف ما يحدث إلا بكلمة حرب ، حرب من داخلي وحرب في جسمي طوال النهار والليل 00 حتى ذهبت لأحد المساجد وتوجهت إلى الشيخ فأخبرته بما يحدث لي من رعب وخوف شديد وكيف أن الشيطان يخدعني ويخيل لي أني مجنون فقال لي إن هذا هو أسلوب الشيطان وأنه حينما يجد من يبتعد عنه الشيطان وتقع كل أسلحته وكيد الشيطان ضعيف فسيتركك شيئا


فشيئا إلى أن تموت بقايا ألاعيب الشيطان داخلك وأنت تحتاج أن تحاربه بأسلحتك وأسلحتك هي 00 صلاتك وقرآنك والتزامك 000


وظللت على هذا الأمر حتى جاء يوم ثمانية وعشرين من رمضان 000


ودعاني أحد أصدقائي لصلاة التهجد في أحد المساجد فوجدت من يقدم لي السحور وقال لي لابد أن تتسحر معنا ، قلت هؤلاء الناس طيبون جدا وكنت أتعجب منهم كثيرا 000 لأنني كنت متخيل دوما أن أي إنسان يؤدي لي خدمة فلا بد أنه ينتظر المقابل وهذا طبعا بفضل أصدقاء السوء 000 لكنني وجدت هؤلاء الناس يبحثون عن الثواب وعن أنهم يدخرون شيئا للآخرة ولما مكثت معهم ابتعد الشيطان عني تماما 00 وحتى حين يأتيني ويقول لي ماذا يريدون منك ؟ولماذا يعاملونك جيدا ؟ فبمجرد أن أتعامل معهم وأرى الابتسامة على الوجوه أجد وسوسة الشيطان تذهب


المهم رجعت إلى البيت بعد أن اعتكفت في المسجد لمدة يومين ، والشيطان بدأ يعمل معي من جديد وبدأت مكالمات وتليفونات من بنات كنت أتمنى في الماضي لو نظرت لي إحداهن فقط أو أشارت إلي ، وجدتها تكلمني في التليفون وللأسف ذهبت مع بعض هؤلاء الأصحاب والشيطان ضحك علي وقال لي جرب لكني أخذت قرارا ألا أشرب خمرا ولن أدخن مخدرات ، مجرد أسهر معهم فقط لكني ظللت غير مستريح ولا أستطيع التعامل معهم كأنني غريب عنهم وبعد ما رجعت قررت قرارا –إن شاء الله ربنا يثبتني – ألا أترك أصدقاء المسجد أبدا


هذه قصة واقعية وردت على لسان أحد الشباب التائبين مع الدعاء



وبالله ما تنسونا من صالح دعائكم